كيف نفوز بليلة القدر؟  الإفتاء توضح   

 الإفتاء
 الإفتاء

ليلة القدر ليلة مباركة اختصها الله تعالى بمزيد فضل؛ فقال في شأنها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۞ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۞ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، والألف شهر تساوي ثلاثة وثمانين عامًا تقريبًا. وفي فضلها يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فِيهِ -أي في رمضان- لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» رواه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ووفقاً لدار الإفتاء المصرية ، حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قيامها؛ فقال فيما يرويه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه.

هذا، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد المسلم في طلبها ويوقظ أهله، خاصة في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم؛ أملًا في أن يدركها ويدرك فضلها؛ وذلك مثلما كان يفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ" رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فَالْتَمِسُوهَا –أي ليلة القدر- فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ» متفقٌ عليه.

أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة؛ فوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد، بالإضافة إلى أنَّ للمسلم أن يدعو الله بما يشاء مما يفتح الله به عليه.

والله سبحانه وتعالى أعلم.